مقالة قصيرة (ضمن فقرة: رسائل الى المحرر) قرأتها قبل أيام تناولت
أمتعاض كاتبها حول الفرع الرئيسي لمكتبة سانت لويس العامة في الولايات
المتحدة.. حيث تحدث كاتبها عن أمتعاضه لكون حرس المكتبة طلب منه ومن
صديقه المغادرة باكراً وقبل حوالي ساعتين من موعد إغلاق المكتبة في أحدى
ليالي الخميس كون المكتبة تقيم أمسية
خاصة، وإن الإمسية نظمت من أجل دعم المكتبة وزيادة تمويلها بموارد إضافية
لدعمها من خلال أقامة الأمسيات والنشاطات الأخرى، وفي تلك الليلة يبدوا
إنهم قد نظموا حفلاً موسيقياً خاصاً للـ (جاز) وهذا ما وصفه في بداية مقاله
مشبهاً المكتبة بنادي إجتماعي أو كما يسمى هنالك بـ (النادي الريفي). وقد
أمعتض الكاتب من ذلك ولحرمانه من القراءة والبحث في المكتبة مشيراً إن ما
فائدة كونها مكتبة عامة إذا ماكانت غير متاحة للعامة في بعض الأوقات من أجل
أقامة أمسيات ونشاطات أخرى!!
فما بال هذا الكاتب إذا ما زار بعض مكتباتنا العربية، حيث إن هنالك البعض منها (ولا أقول معظمها أو أغلبها كي لا أقول هذا جزافاً أو أشملها جميعاً بسوء تصرف بعضها) لا تمتلك مواعيد إغلاق محددة بالواقع الفعلي رغم تحديدها رسمياً. حدث معي موقف مقارب في إحدى المرات قبل سنوات، حيث طُلِب مني ومن العدد المحدود من المتواجدين مغادرة "مكتبة جامعية" كونهم يرغبون بإغلاق المكتبة، ورغم إن الوقت كان مبكراً كثيراً عن موعد الإغلاق إلا إن الشخص الذي كلمني قال بإن اليوم هو الخميس ونهاية الإسبوع، وإن أغلب الموظفين قد غادروا بالفعل وإنه وبقية زملائه يريدون المغادرة أيضاً رغم كون الوقت مبكراً جداً عن موعد الإغلاق الفعلي حين ذاك.
ونرى في العديد من
الأحيان أن مواعيد فتح بعض المكتبات ليس دقيقة، وإن بعضها وإن فتحت في
موعدها فإنها لا تقدم الكثير من خدماتها كون الموظف المسؤول عن تقديم هذه
الخدمة لم يصل بعد.. أو أن الموظف مشغول في أمر ما (وفي العديد من الأحيان
فإن الموظف مشغول بتناول وجبة الفطور أو تناول القهوة أو الشاي أو ما
شابه!!) قد يقول البعض أن ظروفنا في العراق على سبيل المثال ليس مثالية،
وإن إزدحام الطرقات وغلق كثير منها لظروف أمنية أو غيرها قد يكون السبب في
تأخر بعض الموظفين وقد أعطيهم بعض العذر في ذلك، ولكنني أتحدث عن مسألة
ليست جديدة في ظل ظروفنا في العراق بعد الحرب في عام 2003، ولكنها صفة
متوارثة وعدم إهتمام للأسف الشديد من قبل بعض المكتبات وإداراتها (وأكرر:
البعض وليس الجميع أو حتى الغالبية).
أتساءل هنا.. هل إن مكتباتنا العربية ستكون على مستوى المسؤولية في إحترام مواعيد فتحها وإغلاقها؟ وهل إن المستفيدين سيكونون بمستوى إمتعاض كاتب تلك المقالة التي أشرت إليها في حال وجدوا عدم إنتظام في مواعيد إغلاق المكتبة!!
أكرر إنني لا أريد القول بإن مكتباتنا العربية في مجملها لا تحترم هذه المواعيد، ولكنني أريد الإشارة الى مستوى الوعي لدى بعض المكتبيين والمسؤولين عن تلك المكتبات، وكذلك إلى وعي القراء والمستفيدين منها.
د. عبداللطيف هاشم خيري
قسم المعلومات والمكتبات
الجامعة المستنصرية
بغداد - العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق