صنفت مجلة فوربس Forbes الإقتصادية في منشور لها مهنة المكتبات والمعلومات فيما يخص حملة شهادات الماجستير في المكتبات والمعلومات ضمن تقييمها لشهادة الماجستير في المهن المختلفة بإنها الأدنى بين المهن ، وذلك من حيث مستوى الدخل (الأقل في الدخل والعائد المالي) الذي يحصل عليه حاملي شهادة الماجستير بين المهن الأخرى، وتوقعت إنخفاض نسبة حاملي شهادة الماجستير في المكتبات والمعلومات المنضوين في هذه المهنة على هذا المنوال الى ما نسبته 8.5 % من المتخصصين الحاليين بحلول عام 2020.
في المقابل، أصدر الجمعية الأمريكية للمكتبات على لسان رئيستها مورين سوليفان Maureen Sullivan
منشوراً ردت فيه على تقرير المجلة الإقتصادية جاء فيه ما يمكن أن نصيغه
(بتصرف) بما معناه: ... قد لَا يتقاضى بالفعل العديد مِن المكتبيين القيمة
الفعلية والعائدات المالية المستحقة كاملةَ لقاء عملِهم. والإسس والإجراءات
التي تقيس على أساسهاَ مؤسسة فوربز Forbes
تقترحُ بأنّ مستوى العائد المادي والدخل هي الأسبابَ الصحيحةَ الوحيدةَ
لإخْتياَر التصنيف المناسب للمهن وتعطيها درجةً متقدّمةً بين المهن الأخرى.
بينما في الواقع هذا ليس هو المنظور الحقيقيُ الذي يرى بَعْض الأفرادِ
إنها العواملِ أو البؤرةَ الرئيسيةَ لتقييم المهن. ففيما يخص المكتبيين،
فبغض النظر عن المردود المالي المتواضع الذي يحصل عليه المتخصصين بهذه
المهنة قياساً بما يقدمونه، فإن الحافز الأساسي هو الرضا الوظيفي الذي
يناله المتخصص في هذا المجال لأشتقَّاق ما أمكن مِنْ الفرص لإحْداث فرق
هامّ في حياةِ الآخرين حولهم، ودورهم المتميز والأساسي في تقدم مجتمعاتهم
وبلدانهم... وفي معرض حديثها عن الدور الريادي الذي يقوم به أخصائيو
المكتبات والمعلومات في مجتمعاتهم ودورهم المتميز برفد كافة التخصصات
والمهن الأخرى، تضيف رئيسة الجمعية الأمريكية للمكتبات والمعلومات ما
مغزاه: ... فإذا كانت غايتك البحثُ عن المُكَاْفَئة المهنية التي
سَتُمكّنُك من إحْداث فارق هامّ في حياةِ الآخرين، وتُساهمُ في تطور وتقدم
مجتمعك، فإن درجة الماجستير في المكتبات وعلم المعلوماتِ هو إختيارُ ممتازُ
تحظى به لإدراك هذه الغاية.
ونحن إذ نظم صوتنا الى صوت رئيسة الجمعية الأمريكية للمكتبات
في هذا الأمر، فإننا نقول إنهم يقيسون المهن بالمردود المادي والعوائد
والمميزات التي يحصلون عليها مقابل عملهم، ولكننا نقيس مستوى المهن بما
تقدمه من أجل تقدم وتطور مجتمعاتها، ويكفينا فخراً إننا نلعب الدور الريادي
الأبرز بين التخصصات الأخرى، ولا نكتفي بالتفاعل والتداخل الحاصل بين
تخصصنا وبقية التخصصات ونطوعه لتطوير عملنا ومهنتنا فحسب، ولكننا نتقدم على
تلك التخصصات كوننا التخصص الذي يتيح للتخصصات الأخرى المعلومات ومفاتيح
المعرفة التي تعينهم على إنجاز مهامهم وتطوير قدراتهم وتخصصاتهم، ونقدم لهم
الخدمات التي تتيح لهم المعلومات التي يحتاجونها بأقل وقت وجهد ممكنين.
لذا فإن علينا جميعاً أن نفخر بمهنتنا وتخصصنا، ونقولها ونحن واثقون بإن
قياس رقي المجتمعات وتقدمها يقاس بمستوى تفهم تلك المجتمعات لمهنة
المكتبات والمعلومات وأهميتها في كافة جوانب الحياة، ومدى إحترامهم لهذه
المهنة وتقديرهم لدورها الريادي في تطوير تلك المجتمعات ورفع شأنها.
ومن الله التوفيق
د. عبداللطيف هاشم خيري
قسم المعلومات والمكتبات
الجامعة المستنصرية
الجامعة المستنصرية
.................................................................................................................................................................
- أرفق هنا رابطين لمن يرغب بالإطلاع على تفاصيل المنشورين الذين جرى مناقشة ما ورد فيهما:
- منشور مجلة فوربز Forbes على الرابط التالي : http://www.forbes.com/sites/jacquelynsmith/2012/06/08/the-best-and-worst-masters-degrees-for-jobs-2/2/
- المنشور والرد الخاص برئيسة الجمعية الأمريكية للمكتبات والمعلومات على الرابط التالي: http://www.ala.org/news/pr?id=10953
.
موضوع رائع
ردحذفوتعليق من الدكتور عبد اللطيف أروع
جزا الله حضرتك بكل الخير على تعليقكم الطيب وتشريفي بمروركم الكريم
حذفتقبلي وافر تحياتي وإحترامي لحضرتك